بسم الله الرحمن الرحيم
أقلتَ لهمْ تهانينا
على ماذا ..؟
على الأمجادِ تـُمحى
منْ دفاترنا
وتهربُ منْ أيادينا
وتخجلُ منْ سوادِ الوجهِ
في صفحاتِ حاضرنا
وتنسى خيلَ
ماضينا
على ماذا ..؟
على الأوغادِ تلهو
في مصائرنا
وقدْ سبقوا الشـّياطينا
على الدّمعاتِ
مثلَ حجارةٍ أمستْ فلا أدري
أجفَّ الدمعُ في الأحداقِ
أمْ جـفـّـتْ مآقينا
على ماذا تهانينا ..؟
على أنــّــا تكادُ تضيعُ
منْ كربٍ أسامينا
على الشّـمسِ التي فقدتْ أنوثتـَها
وما عادتْ كسابقِ عهدها
في العشقِ
أضحتْ دونَ مدفأةٍ
أنبكيها ..؟
أمْ الأحرى بها أنْ تذرفَ الدّمعاتِ
منْ حزنٍ وتبكينا
على ماذا..؟
على الأقمارِ ما عادتْ
تجيدُ الهمسَ في
نجوى ليالينا
هي الأخرى .. فقدناها
فقدنا الهمسَ والنّـجوى
فقدنا البحرَ والعشّاقَ فوقَ الرّملِ
حتّى الموجَ والشطآنَ
حتـّـى البلبلَ الشـّـادي
على الأغصانِ
إذْ تلقاهُ عينُ الشّمسِ
يفتحُ كلَّ نافذةٍ
لنورِ الصـّـبحِ يشدو
منْ أغانينا
فقدناهُ وغادرنا
إلى منْ يفهمِ الأنغامَ
في سهلٍ ووادٍ
غيرَ وادينا
ترى هلْ ضاقتِ الأحلامُ
حتـّـى في عيونِ الطـّيرِ
أمْ ضاقتْ أراضينا ..؟
وهلْ باتتْ سماءُ العـُرْبِ مؤصدةً
وترفضُ أيَّ أمنيةٍ
لسنبلةٍ تتوقُ الغيمَ ترجوهُ
لكي يأتي يسوقُ الحبَّ
ينثرُهُ على وجهِ
المُحبينا
تُرى
هلْ ينبضُ الإحساسُ
ثانيةً ..؟
ويجري في عروقِ النـّـاسِ
أغنيةً ..؟
وهلْ يأتي الشراينا ..؟
فيُحييها
وبعدَ الموتِ
يحيينا[i]